السبت، 6 فبراير 2016

الانتقاء


الاكتفاء بالأقل ولكن الأفضل


كيف يمكننا تطبيق هذه القاعد الذهبية في بيئة تشجع على الاستهلاك، في كل يوم تمر علينا سيول من الإعلانات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة والفضل يعود للبرامج التي غدت لا تفارقنا من انستغرام وسناب شات وتويتر وتعرض علينا الإعلانات أحياناً متنكرة بلباس النصيحة أو كتجارب شخصية في حين أنها ليست سوى دعايات مدفوعة، كم مرة رأيت من الحلويات ما يسيل له لعابك مما دفعك لتقوم وتأكل الككاو رغم أنك لست بجائع، إن تأثير هذه البرامج على حياتنا أمر لا يستهان به، وما أريد قوله هو أنها تدفعنا لنكون أشخاص استهلاكيين.
نريد أن نحيا حياة حقيقية، وأن نقود حياتنا وفقاً لرؤيتنا الخاصة وليس مجرد تابعين أو متأثرين بما حولنا



التخلي ثم الانتقاء
التخلي عن كل ما هو زائد وغير ضروري
وانتقاء الأفضل مع الاكتفاء بالقليل
لاشك أن تطبيق هذه القاعدة على حياتنا اليومية وفي تعاملاتنا بمثابة السباحة عكس التيار، تعرض علينا يومياً مئات الخيارات ونقبل لمختلف الأسباب، أهمها أننا لم نفكر بأن لنا الخيار في الرفض أو القبول.
كثافة الخيارات قد لا تحمل لنا الخير دائما بل تسبب لنا مزيدا من الزحام والتشتت وعدم الوضوح
 هل فكرت يوماً بما ستكون عليه حياتك عندما تشكلها وفقاً لاختيارات محددة انتقيتها بعناية؟

كلما تقدم بنا العمر نحمل في عقولنا وقلوبنا قصص وأفكار تؤلمنا لسبب أو لآخر يقول الرومي: كن مثل الشجرة ودع الأوراق الميتة تتساقط، إذاً تعلم من الطبيعة كيف تجدد نفسها، كيف تتفتح الأزهار بعد الشتاء القاسي، أنت جزء من الطبيعة.
إن الاكتفاء بالقليل من الأشياء الجيدة سيسعدك أكثر من امتلاك الكثير من الأشياء عديمة الجدوى أو الأهمية، لأنك ستصب تركيزك على أمور منتقاة ومحددة بعناية
باتباعك هذه القاعدة "التخلي والانتقاء" ستأخذ حياتك شكلاً آخر غنية بما يسرك، وستمتلئ روحك بالرضا والسعادة.
وبعكس العشوائية التي تسيرك كيفما كان، إنك إن لم تتقبل فكرة التخلي فتخيل أن كل هذه السموم التي تأتي من بعض الأفكار عن علاقاتك المنتهية وشجاراتك والأحقاد التي قد تبقى في قلبك كل تلك الأشياء تخيل لو أنك تحملها فوق ظهرك وتسير بها في حديقة خضراء بهيجة كيف ستسمتع بجمال الأشجار وأصوات العصافير وألوان الورود، إنك لن تستطيع التفكير سوى بالحمل الذي يكاد يقصم ظهرك

وبالمثل عندما تزدحم حياتك بالأفكار والأشخاص والأعمال والأشياء تحتاج إلى تدخل شخصي لما تريد أن تبقيه بعد أن فكرت بعقلك أو بثقة من حدسك أو أنك اخترته في أعماق قلبك، إن تراكم كل هذه الأمور دون نظرك واعية ودورية سيؤدي بك إلى التشوش وعدم الوضوح لما تريده حقاً ورغباتك الحقيقية ، وتكون كل أفعالك إما مجاملة لشخص ما أو تأثراً وتبعية لأشخاص آخرين، 
إن الحل هو دائما في كل الأزمان في التخلي عن كل شيء سوى الأساسيات، تخل عن كل شيء يمكن الاستغناء عنه إنك بذلك سوف تعي ما هو ضروري حقاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق